الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

على لسان خيرة النسوان(3)



تنتحبُ وتنشج "حميدة" في حضن والدي، ودموعه تتساقط على رأسها المُثقل بعظم المصيبة، وقلبها أكثر حرارةً من الجمر الملتهب، وهي تجترُّ حديثها من بين الدموع لتقول يا خال إن روحي تتصدّع لفقد والدي، أنا يا خال لم يمرّ ببالي أن سفرهُ هذا يطول ولا أرى نور وجهه أبدًا، لم أدرِ أن روحي لن يحتضنها ظل الأب بعد هذا اليوم. بكى والدي معها وارتفع صوته وهو يقول لها أنا أبوكِ وبناتي أخواتكِ يا بُنية.

 انتحبتُ أنا وعزلت نفسي جانبًا لأبكي متذكرةً ظهر عاشوراء، فحميدة ستفقد والدها الحسين أيضًا، ستتأجج جمرة قلبها أكثر وستُحرق قلبها حزنًا وحسرات، وسأحتضنها وأصيح برفيع صوتي لقد رحل والدي يا حميدة، وضاع أملي وكُل عيشي السعيد قد مات.
نعم انشجي يا حميدة واندبي فهذا اول المصاب، واللهُ معيننا على الآتي، والله كافلنا من بعد الحسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق