الخميس، 31 يوليو 2014

الذهاب للمدينة..زيارةٌ أم نزهة!

صورة ثلاثية الأبعاد لجنة البقيع قبل الهدم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجِّل فرجهم والعن أعداءهم

تُقبل علينا أيام العيد المبارك ليشدَ أكثرنا الرحال إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فتخلو مدننا وبيوتنا من أهلها قاصدين أرض المدينة، إنه شيءٌ جميل ووصلٌ لرسول الله وأهل بيته الطاهرين سلام الله عليهم لكننا نرى ونسمع ويا للأسف ما يدمي القلب جراء هذه الزيارة من بعض الغافلين الذين يظنون أفعالهم صائبة ألا أنها لا ترضي نبي الرحمة.

بعض المظاهر السلبية التي تحدث بجوار الرسول (ص):
1-    تردّي الحجاب من بعض الفتيات ولا أُسهب، لكن سؤالي لهن: ألا تعتقدن بأن الصدّيقة الزهراء تراكُنّ وتسمع كلامكن؟ وهل ترضين أن تُقابلنها بهذا الشكل المُخجل؟. فمن اللازم للفتاة المؤمنة أن تتأمل في حجابها قبل الخروج من بيتها لتسأل نفسها :هل هذا يرضي مولاتي الزهراء عليها السلام؟

2-    مما لا يلتفت له الكثير من الناس ويرونه هينًا، ما يتعلّق بهيئة الأطفال في حضرة النبي، فحتى لو كانت طفلة فليس من الاحترام في شيء أن تدخل على النبي وعليها لباس شبه عارٍ، فلو دخل أهلها معها على مرجعٍ كبير لكانوا أحسنوا لباسها.


3-    اتخاذ حضرة الرسول مكانًا للحديث والتقاء الأحبة: ليس عيبًا أن ترى أحدًا من معارفك في الحرم وتسلّم عليه لكن المكان ليس ملائمًا للأحاديث الفارغة، فالأحرى بك الانشغال بالذكر.

4-    التدافع الذي يحصل عند الروضة والصراخ المتعالي هناك من قبل النساء أمرٌ مهين للمرأة المؤمنة لو التفتت لذلك، فلن تركضي ولن تدافعي أو تصرخي لو كنتِ ترين النبي جالسًا أمامكِ! وما دمتِ سلّمتِ على النبي ودعيتِ الله بيقين فسوف يستجيب الله لكِ حتى لو لم تدخلي الروضة أو تمسكي الضريح.


5-    ما يحصل من بعض النساء من رفع أصواتهن عند البقيع المقدّس، فربما تجلس هناك ويجيئها بعض الجلاوزة ويقيمها من مكانها إلا أنها تصرخ بكل جرأة عليه أو كما سمعتُ من البعض بأنهم يصرخون بصوت عالٍ بدعاء الفَرَج عندما يرون أعداء الله! أنا لا أُنكر أن أولئك لايحترمون أحدًا، لكن المرأة الموالية عليها أن تلتفت إلى حشمتها وإلى وجود المعصومين حولها، وهل صراخها في هذا الموضع وكلامها مع الرجال يرضي صاحب الزمان!

مفاهيم خاطئة تتعلق بزيارة النبي (ص):
1-    عندما تتكلم عن رغبتك في البقاء عند النبي شهرًا، ينبري لك أحدهم بل أكثرهم ويقول :"لماذا؟ وكيف تصبر هذه المدة وهناك من يضيّق عليك ؟" أو:" لوكانت كربلاء أو مشهد لكان جميلاً لكن المدينة لا!"

حسنًا أقول لهم:
·         المكان بالمكين فلن تجد راحةً نفسية كالتي تجدها عند رسول الله، ولاتدري ما ثوابك من زيارته.

·        إذا قلّلنا من زيارتنا لأن هناك من يمنعنا من تقبيل الضريح أو دخول البقيع فنحن قد أفرحناهم من حيث لا نعلم فهم يريدون هذا منذ زمن. وماذا لو تحمّلت أذاهم قليلًا لتستشعر ظلامة أهل البيت وتُثاب على الأذى أيضًا؟


·        أما بالنسبة للذين يقولون أن المدينة ليست كربلاء أو مشهد، أليس رسول الله هو الأصل والشجرة التي هم فروعها؟ أم أن ذهابك لمشهد يستلزم البقاء أكثر لزيارة المنتزهات والحدائق وغيرها!

2-    نعرف ونعلم أن الكثير للأسف ورغم بقاءهم في المدينة يومين أو ثلاثة إلا أن ذهابهم للحرم أقل من القليل. فالأسواق أهم، والتمتع بأجواء العيد أهم، وا أسفاه.
ليس حرامًا التنزه حول الأماكن المقدسة بل ربما يكون جيدًا ورائعًا، لكن لايكن غرض سفرك النزهة، وإذا كنت تريدها فاذهب إلى الدول السياحية والأوروبية !

يقول مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله:"من زارني في حياتي أو بعد مماتي فقد زار الله تعالى...." مفاتيح الجنان.
فتأمل إلى عظمة الزائر لرسول الله وجزيل ما يُعطى.
فإذا لم تكن عارفًا برسول الله وأئمة البقيع لا تذهب وتدمي قلوبهم..
إذا لم تكن معتقدًا بأهمية الزيارة لا تذهب لتترك صورةً مشوهة عن أهل بلدك.

وإذا لم تكن متيقنًا بأن أهل البيت يسمعونك ويرونك لا تذهب وتلعب لكي لا يُقال: "هؤلاء شيعةُ جعفر" !

هناك تعليق واحد: