الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

منبع الشخصيات الخالدة


اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

لكي نُبقي على ذكر الحسين (عليه السلام) ومآثره في أوساطنا لا بد أن نُجسّد ذلك في دواخلنا ونُطبّق حبهُ في أفعالنا، حتى إذا جاء ذكر المصاب انفطرت قلوبنا أسى وتاقت أرواحنا للبكاء..
علينا أن نُرسِّخ الحسين (عليه السلام) فينا بدءًا من محيطنا الأُسري،ننظر ماذا كان يفعل في بيته وكيف كان يتعامل مع أهله، فنسأل كيف كان سلام الله عليه يزرع حُب الله فيهم ويُغذّيهم بذكر الله..فنسمع عن علاقته بالسيدة رقية سلام الله عليها وتغذيته لها
·        هنا نستلهم منه سلام الله عليه كيف كان رغم أنه أعظم رجلٍ في الأمة وإمام المسلمين إلا أنه يجد الوقت لأطفاله وتغذيتهم، والصلاة معهم أيضاً
الأب الحنون يُخبر أولاده بما يقع عليهم :
من أرقى الأفعال التي يجب أن يتحلّى بها كل شخصٍ فينا، أن نُخبر المقرّبين منا عن المصائب التي تجري لنا أو المُتوقع حدوثها، فهذا مما يزيد القرابة بين الطرفين فما بالك لو كان الطرف الأول الأب والثاني ابنه، ومثالنا أيضاً في ذلك هو حبيبنا أبو عبدالله فلقد كان يُخبر أبناءه بما يجري عليهم في الطف ليكونوا على استعداد وإيمان لتلقي المصيبة ولا ينشغلوا بدهشة الواقعة. فهو روحي فداه عندما رأى ابنته سكينة تبكي عند الوداع أخذها وضمها لصدره وقال: سيطول بعدي ياسكينة فاعلمي منكِ البكاء إذا الحِمام دهاني..
ليكي يهيأها لتلقي الفاجعة ورغم شوقه للقاء المعشوق كان حريصاً على إحساس ابنته، وهكذا كانت آخر لحظاتها مع سر الوجود.

تربيةُ الحُب والتناغم انشأت للعالم علي الأكبر وفاطمة الصغرى، فمن واجبنا أن نساعد في بناء جيلٍ قدوتهُ بيت الحُسين (عليه السلام).
فجدير بنا نحن عشاقه أن نقتدي به بدل أن نقرأ عن غيره من المربين وعظماء التاريخ،فالحسين هو الملهم الأعظم.


*مشاركتي في الحملة الكبرى (#ويبقى_الحسين)

الأحد، 17 نوفمبر 2013

اخدم الحسين بعد العشرة..!


اللهم صلَّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن اعدائهم


غادرتنا أيام عاشوراء التي طال انتظارنا لها فجاءت وما اسرع ان رحلت، رحلت قبل أن نملأ قلوبنا جزعاً وقبل أن نملأ أوقاتنا خدمةً حسينية، وما زال الكثير منا متلوّعاً للخدمة الحسينية وقلبه مملوء حسرة يريد أن يخدم مولاه..
خدمتهُ عليه السلام ليست مقتصرة على الثلاثة عشر يوماً الأولى من محرم
فكيف نخدمه خارج إطار عاشوراء؟
·        عدم ترك المجالس الحسينية فارغةً منا بعد العشرة
·        المساهمة والبذل في إقامة المآتم والمجالس
·        توعية العالم عبر الوسائل الحديثة عن قضية إمامنا الحسين عليه السلام كلٌ حسب مجاله وطريقته
·        الدفاع عن القضية الحسينية والوقوف في وجه كل من يضدها
·        عد التعرض والطعن في أي خادم حسيني أو الدخول في نيته والتشكيك فيها، بل ينبغي علينا الدفاع عنه مظلوماً، وحمله على سبعين محملاً إن لم يكن ونزرع في أنفسنا مفهوم (أن الحسين عليه السلام هو من يحاسبه لا نحن )

ماذا ينبغي على الخادم الحسيني تجنّبه؟
·        الالتفات إلى أن أحزان آل محمد تبدأ من بعد العاشر فلا تُصغي لمن يحاول القول بأن يوم الرابع عشر من المحرم يوم فرح، من يقول هذا يحاول أن يبعدك عن مواساة صاحب الزمان عليه السلام ومولاتنا الحوراء زينب عليها السلام
·        الابتعاد كل البعد عن مظاهر الفرح كـ (الخِطبة، عقد القران، أعياد الميلاد) وحتى التجهيز للأعراس، فهذا وقته قبل أيام المحرم وصفر
·        من المعروف أن التسوق من غير حاجة خلال شهري محرم وصفر لا بركة فيه ولا يوفّق الانسان في الشيء الذي يشتريه دون ضرورة..فلن يضرنا شيء إن تركنا التسوق في هذين الشهرين بل حتى التنزّه، فبنات النبوة يقاسين شتّى الآلام في هذه الأيام



خِتاماً..حتى نرجو نظر الإمام صاحب الزمان عليه السلام فلندّخر أفراحنا إلى التاسع من ربيع الأول ففيه فرحُ آل محمد عليهم السلام وفرح سيدتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها.

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

أنطق اللهُ الحمامة..




التفت خلفه ولم يرَ إلا غبار أقدامهم الغادرة، فأنهضه قلبه النازف إلى خارج المسجد وهو يخاطب الحسين إننا غُدِرنا واتجهت السيوف إلى نحورنا.

ساقتهُ أقدامه إلى باب طوعة ،لا أدري أي قلبٍ تحمل طوعة لكي يمن الله عليها ببركات ثقة الحسين مسلم فهو الطاهر وهي الزهرة العطرة الوحيدة بين نساء الكوفة اللاتي يفوح منهن النتن
جلس على أعتاب دارها مجروح القلب محتاراً ،فجاءت حمامةٌ بيضاء وبخجلٍ استقرّت على كتف السفير تبكي معه.

مسَح على ناصيتها متفكّراً من ذا الذي يُخبر مولاي الحسين بغدر الكوفة وألا تقدم يا أبا عبدالله، قالت الحمامة: أنا طوع أمرك سيدي. فطارت قاصدةً موكب الشهيد وتقطع المسافات حتى وصلت للحسين ع وحطّت عند أقدامه فأخذها برحمته الواسعة بين كفّيه ،توسّلته بدمعات مسلم أن ارجع يا سيدي.
أجابها: هيهاتُ ياحمامة، ارجعي موطنكِ قد قُتِل مسلم!

اندفع الدم من مقلتيها باكيةً ترثي مسلماً حتى صار بياضها أحمراً..بعدها ماتت الحمامة!