الأحد، 28 يوليو 2013

في ترقّب اليُتم..



ويأتي الفجر الذي يهوي فيه سيف أشقى الآخرين و يهوي على صمصام قلوبنا ليتفجّر منه ينابيع الحزن الذي يشوّهنا ، يبعثرنا ويُحرق شعلة وجودنا ،لننادي ياعلي لكن هذه المرة نداء اليتامى والفاقدين ..
ماذا لو لم تطلع أيها الفجر المشؤوم ؟ ماذا لو اندثرت وجعلت ليلنا سرمداً يضيئه وجه أبينا ؟ ..أيها الفجر توسّل إلى الله أن لا تشرق شمسك ، توسّل إلى أقدام عليٍ أبونا أن لا يذهب إلى مسجده اليوم ، هذهِ جدران الكوفة تتمايل صوبه وتشمُّ رائحته لآخر مرة ،ولها أنينٌ يُسيلُ الدماء من العيون ، الأيتام تنتظر بزوغ نوره وبسمة شفتيه ،لا تطلع يا فجر الشؤم لا تطلع، ألا ترى زينب قد وقفت بباب الدار قابضةً قلبها بيديها لكي لا يهوي من اضطرابه ،عيناها المترقبتان وجسدها المتخاذل عن تقويتها ونصرتها للوقوف ،فالإوزات عن يمينها يتصايحن وتنظر للأفق فتراه يتوارى بالسحاب خوفاً أن تقع عين ابنة عليٍ عليه فتراه مغبرّاً متغيّراً فسماء عاشوراء تكفيها ! ،كيف لقلبها أن يتحمّل هذا يا فجر !

أتمّت المخدّرة صلاتها ورفعت كفّيها تدعو ربها لأبيها ،لسلامته ، ليرجع للأيتام ، ما أنزلتهما إلا بصوت أنينه وحُمرة ثيابه المضمّخة بعبقٍ علوي.. ،هرعَت بأنينها ، أبتي كنتُ أدعو أن يرجعك الله للأيتام فرجعت بيتمي يا أبة ،بعد ضرب هامك أين أفرُّ من حرقة الأحزان وتواترها ؟


ونحنُ يا سيدتي مذ وُلِدنا فقد عليٍ عاشرنا وأذابنا ،فلا يزال يتمكِ به متصلاً ومتعاقباً بنا ،فلا الحروف تنتظّم ولا العبارات تنساق على لسان الأيتام يا مولاتي ،فقط بكاءٌ وبكاءٌ وبكاء فلعله يزيدنا جراحاً أو يطفئُ جمراً ، لا ندري ،المهم أن نبكي ونزلزل ما حولنا بالزلزال الساكن في قلوبنا . فإن العروة الوثقى قد فُصِمت !