السبت، 23 يونيو 2012

لأنها من العاشقين_الجزء الثاني_


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
أعزائي بدايةً أبارك لكم شهر شعبان ومباركٌ عليكم ولادة أبطال كربلاء وكل عامٍ وانتم بألف خير

* أشكر كل من قرأ الجزء الأول وأبدى ملاحظاته وكل من طلب مني أن أطيل الجزء الثاني 
وبالفعل لقد أطلته ~
(2)

سارعت زينب إلى هاتفها النقّال لتهاتف علي ،عليٌ شابُ الخامسةِ والعشرين والأخ المقرب إلى قلب زينب ،كثيراً ماتسميه صديقي ،حبيبي.. يعرف أكثر أسرارها ، ربما لأن لا أخت لها فيكون هو ملجأُ روحها

_ماذا حدث لوالدي؟؟ أجبني بسرعة .

_تصبّري أخيتي،وأهدأي قليلاً ، أنتِ تعلمين أن المؤمن دومًا مبتلى

قاطعته قائلة:

_ماذا ياعلي؟..أنت تعلم أنني صابرة .. تكلم وأخبرني .. لا تؤلم قلبي أكثر 
_زينب،لقد نُقل أباكِ إلى المشفى وقد أخبروني أنه في حالةٍ سيئة .زينب لقد آذى الحادث ظهر والدنا وفقد قدرته على الحركة
هنا صمتت زينب وكأن صاعقةً حلت بها ،ثم استرجعت وقالت :حمدًا لله على كل حال ~
_أعلم أنكِ صابرةٌ محتسبة لكن أريدكِ أن تبقي بجانب والدتي وصبّريها .
_ نعم ياعلي سيكون ذلك بإذن الله، انتبه لنفسك وابلغني بما يستجد مع والدي ،مع السلامة
_في حفظ الله.
كانت زينب تقف في الصالة وتشعرُ أن الدموع
كبركان بداخلها ولكنها تأبى الخروج.وقفت محتارةً كيف تخبر أمها ،
لحظاتٌ وإذا بوالدتها تنادي والعبرات تخنق صوتها :آهٍ يازينب إنها رسالةٌ تقول أن أباكِ أصبح لايستطيعُ حِراكًا ويطلبون له الدعاء حينها خرّت في أحضان والدتها هاويةً إليها :نعم أماه هذا ماقاله علي
_أماه لاتفزعي فسيُشفى بإذن الله ونحن لا نخاف إن وقع البلاء علينا ونحن شيعةٌ لأمير المؤمنين ، وغير أن الطب اليوم قادرٌ بإذن الله على أن يستعيد لوالدي صحته.
_الحمدلله ..الحمدلله على ذلك ،وارتسمت على محياها ابتسامة الرضا بما قسمه الله الجليل،وضمّت ابنتها إلى أعماقها.

لو لم تكن تربية زينب حسينية خالصة لما كان صبرها هكذا ، فأيُ فتاةٍ تصبر أو يتحمل قلبها مرض أبيها ! ،عمود المنزل وقوائمه وهي أيضًا مدللته بالنظر إلى أنها وحيدةُ بناته.
قامت من حضن والدتها على صوت هاتفها ناظرةً إلى الشاشة (أخي حسين يتصل) ، حسين الذي يكبرها بثلاثةِ أعوام ،حسين الذي لايتواجد معهم إلا وقت نومه ولا يُرى لاعلى وجبةٍ ولا في اجتماعٍ لهم.
_أهلاً أخي..
_هل أخبركِ عليٌ بشيء؟
_بلى لقد أخبرني قبل قليل، أين أنت؟ لمَ لا تأتي وتجلس معنا ؟
_زينب ، كُفّي عن هذا الحديث ،لم يتبفى من الوقت شيء على صلاة المغرب، إلى اللقاء !
أغلقت الهاتف وذهبت تتاهب للصلاة ، لحظاتٌ وإذا بصوت المؤذن :"إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" ، اقتربت من النافذة كعادتها تحب الاستماع إلى الأذان وتدعو (اللهم ارزقني زيارة من أقام الصلاة،اللهم ارزقني زيارة الحُسين) ،وفي هذا اليوم لم تنسَ والدها (إلهي بخير العمل اشفِ والدي من علته).انحدر بعضُ الندى على وردِ خدها فكانت ممزوجةً بشوقٍ وألم.
كانت الليلة التاسعة عشرة من شهر صفر ،وبقت تلك الليلة ساهرةً تتهيأُ روحيًا لدخول كربلاء مع ركب السبايا ،قُبيل الفجر بلحظات تلقت اتصالًا من علي سألته عن أبيها فقال أن حالته مستقرةٌ كما قال الأطباء ،لكن اتصاله كان يبغي به أن يتدثر بحنانها وأن ينكفئ وحده بهمومها ~
_أُخية قلبي أعياهُ التعب
_وهل يتعبُ قلبٌ بجوار نبي الرحمة؟!
_ولكن مرضُ والدكِ أعيانِي
_ولكنه في حفظ الرسول ،وغدًا الأربعين ياعلي
_آهٍ يازينب ،أتلِ عليَّ بعضًا من تراتيل صبركِ ،زيديني إيمانًا
_علي ،أظنك نسيت أننا تعاهدنا أنه إن ضاقت بنا الدنيا نقصد الحُسين ونُسطِّر له شكوانا برسائل الشوق !
_يآه ،كيف لي أن نسيت! ،سأكتبها مع الفجر ،والآن أخبريني كيف حال أمي ؟؟
_قلبها يعتصر ألمًا ،أدعُ لها يا أخي
_ابلغيها قُبلاتي وسلامي الدافئين..
_إن شاء الله ، بحفظ الله يا أخي
قامت صلت الفجر ،تُصلي وملؤها الإيمان .تراها وكأنها ليست فقط ابنت العشرين يكاد قلبك ينحني لخشوعها .. سجدت للشكر وعفّرت خديها بذاك التراب الطاهر ،وكما هي تربة الحسين تفوح طيبًا كلما اقترب الأربعين أو عاشوراء..أخذت تشم ريح الجنة حتى دمعت عيناها ،تمنت لو أنها الآن بين الملايين الذين يُقبِّلون أعتاب الشهيد في كربلاء.
التفتت ناحية كربلاء ونادت "صلى الله عليك يا أبا عبدالله،صلى الله عليكَ يا أبا الفضل العباس" ،كان في قلبها ذلك اليوم روحانية جعلت جسدها يرتعشُ رهبةً وكأنها وصلت كربلاء ،لم ترغب أن تتوسد سريرها ذلك اليوم فبقيت نائمة في مصلاها ..
***
كانت العاشرة صباحاً وأصواتُ الممرضات لعلوها أيقظته ،كان يدير عيناه يبحث عن علي فلم يجده ،لم تكن إلا دقائق معدودة وإذا بصوته السلام عليكَ أبا علي كيف حالكَ اليوم ياوالدي ..أراك أصبحتَ بخير،حمداً لله ربي
_هل تريد سماع صوت زوجتك العزيزة ياوالدي ؟..أظنك اشتقت لأمي
فلمح بريق الشوق في عينيه وقال له : نعم بُني اتصل بها وناولني الهاتف.
رفع علي الهاتف محادثًا أمه:
_السلام عليكِ يا أماه
_وعليك السلام ياثمرة القلب..كيف حالك ووالدك؟
_إننا بخير يا غالية
ثم ناول الهاتف والده
_ أبا علي كيف حالك..لقد اشتقنا إليك
_ إنني بخيرٍ عزيزتي ،والشوقُ ألح عليَّ إليكم أيضاً ..أسألكِ الدعاء
حينها استيقظت زينب على صوت والدتها وقامت مسرعة تقول :أماه أعطِني السماعة!
_كيف أصبحت يا أبة ؟
_أنا بخيرٍ يا بُنية .. زيديني من طُهر دعائكِ
_ أنا لا أنساكَ من الدعاء
أغلقت الهاتف وفي عينيها دمعةٌ آلمتها على أبيها ،استلقت على الأريكة وأخذت تنظر إلى التلفاز ،تنظر الجموع المتوجهة إلى المولى الحسين وتدعو الله أن يحفظهم ..
أشاحت بنظرها إلى غرفة محمد المقابلة لمكان جلوسها وإذا بأخيها ملقىً أرضًا ، وثبت بسرعة حتى وصلت عنده خائفة..

السبت، 16 يونيو 2012

لأنها من العاشقين _الجزء الأول_



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد
(1)

                    يَ حسين ماخاب الذي يقصد جنابك                                 هيهات ماينطر من يوقف اببّابك
                    واللي يطب بحماك ويقبّل اعتابك                                    يظفر بحاجاته يبن خيرة النسوان

ما كادت أن تسمع هذه الأبيات حتى انهارت بكاءً (زينب) وضجَّ المجلس لبكائها وعويلها فزينب ابنت العشرين عاماً كانت معروفة بعشقها الشديد للإمام الحسين (ع) ،كانت أمنية حياتها الوصول إلى أعتاب الشهيد لكن لم يُكتب لها ذلك بعد.
بعدما انتهى المجلس بقيت زينب تنعى بنفسها وتطلب من الله بحق الحسين أن يرزقها الزيارة ،حتى همست في أذنها زهراء صديقتها : زينب هيا بنا ننصرف فالحسينية تكاد أن تخلو من الناس
قامت زينب ،وخاطبت زهراء قائلة: حبيبتي تعالي معي لاشتري إصدار العزاء الجديد .

كان شهر صفر ومازالت البيوت
مرتديةً ثياب السواد وأخذت تمشي في الأزقة وهي تهمس :السلام عليك يا أبا عبدالله ، حتى وصلت إلى منزلها وبين يديها الإصدار الذي أرادت.ولجت إلى غرفتها بعد أن لم تلقَ أحداً بالمنزل فكانت فرصةً تسمح لها بالهدوء لتستمع للعزاء ،أخرجت القرص ووضعته بحاسوبها وأول ما وقع عليه أختيارها لطميةً أخذت بلبها وصارت تردد وتبكي :حسين ..حسين ، ( اخذ روحي ونظر عيني .. لبو السجاد وديني ) ..آهٍ كم كلماتها مؤلمة،،
لحظاتٌ وإذا بصوت طرقاتٍ على بابها وكانت تُميّز هذه الطرقات عن جميع افراد أسرتها، فمحمد صاحب السنوات الأربع أصغر فردٍ في العائلة لم يكن يعرف للهدوء طريقاً، قال لها : أمي تريدكِ بالخارج يازينب
قامت تقصد أمها ولفيتها تبكي وتنشج ،وكانت تعرف أمها تلك الصلبة القوية ،أمها التي لاترى دموعها ولا تسمع أنينها ما الذي جرى لها لتبكي؟!
أُماه..مالكِ تبكين؟لقد أدهشتِ عقلي !!
_زينب .. أصيبت الحافلة المتوجهة إلى مدينة الرسول بحادث مريع..الحافلة التي تقلُ أباكِ !
_تصبّري يا أمي واهدأي..ربما لم يمسسهم سوء..ومن ثم ما أدراكِ بهذا الخبر؟
_إنه أخوكِ علي وكان في حافلةٍ أمامه
سارعت زينب إلى هاتفها النقّال لتهاتف علي ،عليٌ شابُ الخامسةِ والعشرين والأخ المقرب إلى قلب زينب ،كثيراً ماتسميه صديقي ،حبيبي.. يعرف أكثر أسرارها ، ربما لأن لا أخت لها فيكون هو ملجأُ روحها
_ماذا حدث لوالدي؟؟ أجبني بسرعة .
_تصبّري أخيتي،وأهدأي قليلاً ، أنتِ تعلمين أن المؤمن دومًا مبتلى
قاطعته قائلة:
_ماذا ياعلي؟..أنت تعلم أنني صابرة .. تكلم وأخبرني .. لا تؤلم قلبي أكثر 


_نهايةُ الجزء الأول_


"أتمنى أن يحوز هذا الجزء على رضاكم أحبتي واتقبل نقدكم البناء بصدرٍ رحب"
وسيكون الجزء القادم يوم السبت القادم بإذن الله




الخميس، 14 يونيو 2012

[ هل استطيعُ القراءة؟!]




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد

كثيراً مانحتاج في حياتنا إلى أن نكتب،أن ندوّن مايحدث لنا ومانمر به في يومنا من المواقف وما نشاهده من الصور والمشاهد ..فلماذا لانكتب؟!
المشكلة في ذلك أن الكثير منا يُغفل جانب القراءة في حياته ويعتبرها هواية وأنه لا يمتلك تلك الهواية ..وهذا مفهوم جداً خاطئ،فهل نحتاجُ أن نكون هواةً للقراءة حتى نقرأ القرآن؟!
كل شخصٍ منا يمتلك وقت فراغٍ ولو يسيراً، وأفشل الناس من يدعُ وقت فراغه يمضي دون أن يستفيد منه..
فهلمُّ لنقرأ ولنبدأ من اليوم ،لنخصص جزءًا من وقتنا للقراءة فهي عالمٌ مليءٌ بالجمال،وإليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على القراءة وتقبلها:
1/ اختر وقتًا هو الانسب إليك والأقرب إلى قلبك لتقرأ.
2/ لاتدع للملل فرصةً أن يداهمك وفاجئهُ أنت بالقراءة.
3/ تخيّر أنواعًا من الكتب التِي تُحب فإن كنت تحب الروايات مثلاً فاقتنصها أو الكتب التاريخية وهكذا فسوف تتلذذ بالقراءة بما تحب.
4/ اعتقد بداخلك أنك سوف تستفيد مما تقرأ.
5/ إذا استعصى عليك مفهومٌ أو مقصودٌ أشار إليه الكاتب فسارع بالبحث عنه فذلك ممتعٌ جداً.
6/ لاتؤمن بكل ماتقرأ بل اعرضه على عقلك فالكاتب بشرٌ مثلك يصيبُ وقد يخطئ.
7/ إن كنت لاتهوى تقليب الصفحات فاقرأ إلكترونيًا مع أن الأولى بالنسبة لِي أفضل فاللكتب المطبوعةِ عبقٌ خاص.
8/ نوّع في الكتب فمثلاً اقرأ الصباح رواية وفي المساء كتاباً علمياً "إنه لشيءٌ عجيب"
فقد جربت هذا قبل أيام وصرت أقرأ حوالي ثلاثة كتبٍ في آنٍ واحد. جربّه فسيعجبك.

وأخيراً هنالك طرقٌ يكتشفُها القارئُ بنفسه مع ممارسة القراءة ولكل قارئٍ طقوسه الخاصة به عند قراءته لكتابٍ ما
_أعزائي: أرجو أن أكون أفدتكم ولو يسيراً وسأخبركم شيئاً
"بإذن الله تعالى وتوفيقه  سوف تكون لي قصةٌ مُجزّأة من بنات أفكاري سأضعها هاهنا في كل سبت في كل أسبوع .وسأبدأ من السبت القادم
أرجو أن تكونوا بالجوار.. 

الاثنين، 4 يونيو 2012

حيّ على علي !


بسم الله الرحمن الرحيم..بسم الله ربِ عليٍ أميري
اللهم صلِّ على محمدٍ وآله


من أين أبدأُ وبأي حرفٍ أبدأُ سيدي ياعلي ؟! ، وأي كلامٍ لي وأنتَ سيدُ الكلام!
لكن لسانِي حُلت عقدتهُ عندما سمعت اعتلاء الأذان :"حيَّ على خير العمل" ،فقلت: حيَّ على عليٍ ،حيَ على علي!
حتى تناولتُ ماءَ الوضوءِ وأنا لاهجةٌ سلامُ الله على مولاي علي ، لحتى ظننتُ أنَّ الماء صار من الكوثر.. وكدتُ أفرش مُصلايَّ مُوجَّهَاً للنجف لولا خوف ربي أن أُغالِي!..صباحٌ مثلُ هذا مُعطّرٌ بذكرِ عليّ ليس يوماً من الدنيا ، حتى دعاءُ الصباحِ جاء مُختلِفاً اليوم وكأنما عشقي ازداد لهذا الدُعاء.. فهذه ذاتُ الكلمات التي كان يدعو بها سيدي ومولاي.. وتمنيتُ لو أننا ندرسهُ نصاً في "مادة الأدب" تلك التي كانت هذهِ السنة ثقيلةً بمحتواها ~
نعم ربما زاد من جنوني أنني لم أذهب لاستماع المولد بسبب الاختبارات تعساً لها وترحا،لكن ماخفّف عليَّ أنَّ كتابنا مكتوب عليه بيتٌ لأمير البُلغاء : " ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل.. وكل نعيمٍ لا محالةَ زائل "

فحتى مادتنا اليوم جاءت علوية بعض الشيء.. وحقاً سأشتكي عليها عند أميري علي إن كانت ذات صعوبة..لأنها حرمتني من إتمام فرحي..
لكن مهما وضعوا لنا من معوقات سيبقى الفرح لمولاي مستقراً في قلبي .. وكأنما هي الجنة في قلبي إذ أحببته~
إيهٍ وما أجمل هذا الفرح الذي تُهنأ فيه كرياتِ الدمِ بعضها لأن حُب عليٍ يسري بينها..حتى أصبحت أفكاري تُصادم بعضها تريد مني كتابتها جميعاً، لذا قد تكون كتابتي هذهِ ركيكةً..بلى وهي كذلك ،فكيف أكتبُ في من علّمني كيف أكتب!
ربما أكون مستطيعةً أن أكتُب عن كل شيء وعن كل أحد إلا أن يأتي الأمر أن أكتب عن " أميري الذي علّمني الشعر"
سلامُ الله عليه..

أقدّم أزكى آيات التهاني والتبريكات لمقام موالي صاحب الزمان عليه السلام وأُهنّي جميع المُحبين _ولا سيما زوّار مدونتي_في ولادةِ مُشرِّف الكعبة صلوات الله وسلامه عليه 
جعل الله جميع أيامكم أفراحاً مملوءةً ببركاتِ أمير المؤمنين "عليه السلام"

ملاحظة: الصورة في الأعلى (مخطوطةٌ لـِ أخي الشاب المبدع  الخطّاط: حسين مقيم ) منقولةٌ من تويتر