الأحد، 1 يوليو 2012

لأنها من العاشقين_الجزء الثالث_



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد

أحبتي زوّار المدونة اعتذر بشدة عن تأخر هذا الجزء وذلك نظرًا لظروف التقديم للجامعات والتجهيز لميلاد القائم المؤمل روحي فداه
وقد شغلني ذلك بعض الشي ..
شكرًا لكل من سأل عن سبب التأخير ، وشكرًا لجميع من يشجعني 

(3)
أشاحت بنظرها إلى غرفة محمد المقابلة لمكان جلوسها وإذا بأخيها ملقىً أرضًا ، وثبت بسرعة حتى وصلت عنده خائفة..
رأتهُ يحاول جاهدًا أن يتنفس دون أن يتناول شيئًا من الهواء ،كان محمد مصابًا بالربو وازدادت في تلك الأيام نوبات الربو لديه لشدة الغبار ،شهق محمد بقوة بعد أن أعطته نفحةً من موسع الشعب الهوائية أو كما تسميها زينب (علبة الحياة)..
قال لها وهو يبكي : كدتُ أموتُ يازينب ،كدت أموت
_لايانور عيني ،لايموت إنسانٌ قبل يومه الذي كتبه الله له ،لكن لاتنسَ دوائك وضع هذه العلبة في جيبك دائمًا.
*****
كان وقت صلاة الظهر وحرم المولى الحسين مكتظٌ بالزائرين من البشر والملائكة ،لحظاتٌ وإذا بصوت الأذان يعتلي ويشوب الجو بروحانيةٍ أكثر مما هو مليءٌ بها وكأن ذاك المكان المقدّس هو الذي يعطي الأذان قدسيته وروحانيته
اصطفت الجموع وسادت الأجواء هيبةً ملكوتية وبدأت مراسيم العشق والعروج إلى المطلق وكبّر إمام الصلاة،ومازالت كربلاء تتوافدُ إليها الحشود المؤمنة فليلةُ الأربعين أوشكت على المجيء لتصُّم آذان العالم بصوت شكوى زينبٍ إلى العباس.
وأقبل عصر ذلك اليوم وكعادة زهراء تمرُ زينباً لتصطحبها للمأتم وكانت زينب متأهبة تنتظرها ولم تتحرك ذلك اليوم من أمام التلفاز تريد أن تُشبع ناظريها ولا مِن شبَع.
ذهبت إلى المأتم وندبت ولطمت وأعولت كما الفاقدُ نور بصره ثم لما حان وقت الدعاء توجهت بروحها قبل قلبها إلى الحسين وقالت: سيدي أسألك بحق أختك الحزينة القادمةِ إليك ،بحق ابنك العليل المرضوض ساقه .هب والدي عافيةً هذه الليلة يامن أنت أحبُ إليَّ من أبي وأقرب .
لم يكن قسمُ زينبٍ
هينًا على المولى فالحوراء زينب هي الروح للحسين وهي المهجة
ظلت زينب تبكي وتنوح إلى أن شعرت بأنها لاتستطيع التنفس فهوت مغمًى عليها ،لم تكن تلك إغماءةُ تعب لكنها كانت غفوةُ عشقٍ وإكرام.نعم فلقد سمعت صوتًا يقول : (قرّي عينًا يازينب فأبوكِ في حماي)
عادت إلى وعيها بعد أن رششوها بقطراتٍ من الماء .
في تلك الأثناء كان أبا علي في المشفى مستيقظًا وإذا به يشعر بأنه لايرى شيئًا وكأنه لايوجدٌ أحد في ذلك المكان ،ثم رأى نورًا أعشى بصره ورآه شيئًا فشيئًا يقترب منه وقال له : (قُم ،قُم عزّي الرسول بابنه الحُسين)
أجابه بهلع :
_أنا لا أقوى على القيام
_بلى ،بقدرة الله أنت تقوى
فما كان منه إلا أن قام وكأنه لم يصب بمكروه أبدًا فخاطبه قائلًا : من أنت ياسيدي أيها الكريم؟
_ أنا الذي توسلَت بي كريمتك وآلمت قلبي بأعز قسَم .

قام سريعًا يبحث عن ذلك الرجل لكنه لم يجد له أثرًا ،نادى الممرضات وقال أخرجوني بسرعة إنني معافى ،ذهلوا جميعهن ونادوا طبيبه فلما رآه صُعق وخاطبه:
_كيف قمت وقد كانت حالتك ميؤسًا منها؟
_إنها قدرة ربي وبركات سادتي .
جاء عليٌّ في هذه الأثناء ورأى والده واقفًا ،لم يتمالك نفسه حتى خرَّ ساجدًا لله شاكرًا
ويقول الحمدلله على سلامتك يا أبتي .
_الحمدلله يا ولدي ،أريد الآن الذهاب إلى حرم الرسول بعد أن تُحضر لي ثيابًا نظيفة
_ أنا طوع أمرك يا والدي.
****
فور وصول زينب إلى منزلهم بدأت تُحدِّ ث والدتها عن ذلك الصوت الذي سمعته وانخرطت في البكاء،هدأتها أمها وقالت:
_زينب ،إنها الأربعين وقد حان المغرب فقومي للصلاة ولنستعد للذهاب إلى مآتم العزاء
لم تكد زينب تهم بالنهوض حتى رنَّ هاتف أمها وقد كان واضحًا أن المتحدث يُبشرها بشيء
_الحمدلله رب العالمين ،الحمدلله ،زينب لقد قام والدكِ من مرضه وكأنه لم يمرض
_استبشرت زينب وقالت :السلام عليك يا أبا عبدالله بأبي أنت وأمي ،وقالت بداخلها: (سيدي بقيت لي أمنية)
*****
مضت ليلةُ الأربعين وزينب ضمن جميع المؤمنين أمضت ليلتها في مجالس العزاء ..
أصبح الصباح وهي تنتظر أمام الشاشة ظهور (موكب بني عامر) في كربلاء ورؤية البياض الذي يغطيهم وكأنهم يقصدون الجنة وهو كذلك بالفعل !
بينما هي جالسةٌ وإذا بطارقٍ على الباب ،توجّست قليلاً من ذلك لكنها قالت :من الطارق؟؟.. ولا من مجيب !
قالت بسم الله وفتحت الباب:
وإذا بأبيها وعلي واقفان خلف الباب ،تفاجئت زينب بذلك حيث أنهما لم يخبرانها بالمجيء ،احتضنت والدها وهي تقول حمدًا لله على سلامتك يا أبة .. وأخذ والدها يُقبِّل جبينها
أخذ عليٌّ بيدها وأسرع بها إلى زاوية من البيت وهمس في أذنها :
_ماذا تُعطيني إذا أخبرتكِ بخبرٍ يسركِ في جعبتي ؟
_ قل بسرعة ولاتزد توتري ،لك ماتريد .
_ لا أريد شيئًا فقط اريد أن أفرحكِ ، زينب بإذن الله سوف نذهب إلى الحُسين في الشعبانية .
لم تعِ زينب مايقول أخوها إلا أنها صمتت برهةً والدموعُ في عينيها ،تلك دموع الفرح ،دموع الشوق ،قامت فورًا وقصدت غرفتها تتعثر في مشيها ..


هناك 5 تعليقات:

  1. ياآالله فاطِمة الجزء مررررة يجننن دمعت عيني واقشعر بدني منه
    حقيقة ً اعجز عن وصفه
    انتتتتتظر الاجزاء القادمة على احر من الجممر

    Safa'a :-$

    ردحذف
    الردود
    1. صفاء الغالية ،
      انتظارك محل اهتمامي .. أشكركِ جدًا كونكِ دوماً بالقرب

      حذف
  2. السلام على الحسين وعلى أختهِ الحوراء

    تقشعر بدني
    دمعت عيني
    وارتجفت اطرافي
    مؤثر وبشده
    آه يا زينب زدتيني شوقاً فوق شوقي
    رزقنا الله زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخره يا الله

    سلمت أناملكِ
    ولا تتأخري عنا مرةً ثانيه


    غدير ../

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتي غدير ،
      إنه العشق الحسيني الذي فعل بكِ هذا
      أشكركِ يا غالية على متابعتكِ الدائمة

      حذف
  3. السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى جدك وأبيك وأمك وأخيك وعلى التسعة المعصومين بنيك وعلى أنصارك المستشهدين بين يديك وعلى أخواتك وبناتك ونسائك رزقنا الله في الدنيا زيارتكم وفي الآخرة شفاعتك.

    أحسنتِ كثيراً أيتها العزيزة
    جعله الله في ميزان حسناتكِ
    ولا حرمنا الله من كتاب الولاء أمثالكِ

    دعائي لكِ بالتوفيق دنيا وآخرة

    خالكِ

    ردحذف