الثلاثاء، 26 مايو 2015

عروج الورود..


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجِّل فرجهم والعن أعداءهم

شهداءنا.. هلّا ألقيتم نظرةً على القديح؟ القديح التي طالما أحببتم ثراها هل ترون معي كيف صارت مظلمةً موحشة، قد ارتدت عباءتها الفضفاضة تأبى أن تخلعها، وتضمنا داخل عباءتها كما كانت أمهاتنا تفعل معنا حين كنا أطفالًا. تذكرون كيف كنتم تختبئون داخل عباءات أمهاتكم حينما تشعرون بالخوف أو عندما تلعبون "الغبّاية"؟ مؤكدًا تذكرون، فأنتم الآن ترونهنّ متسربلاتٍ بذات العباءات لكن طوال يومهن..
تنظرون إليهن ينادين بأسمائكم وتجيبون، ثم يسمعن ويجهشن بالبكاء.

أخبركم أيضًا عن القديح.. أتعلمون كيف مرّت الموالد الثلاثة التي طالما انتظرتموها معنا؟
لم يكن فيها بخور!
النساء لم يزغردن!
وكنتم في بين قلوبنا عندما قمنا للولادة..
الموالد لم تكن كالتي حضرتموها في حياتكم أبدًا، لم تروا مثيلًا لها...لم تكونوا لترضوا بأن تصبح الفرحة هكذا لو كنتم معنا، لماذا رحلتم إذًا؟ حتى أنكم لم تخبرونا أنكم دُعيتم إلى الشهادة والسعادة، لم تخبرونا لكي نذهب معكم.

حسنًا..أخبرتكم عن حالنا فأخبروني أنتم الآن كيف كانت رحلتكم؟
لا لا تجيبوا وتتعبوا أرواحكم الطاهرة في الرد على المغبونين أمثالي، فلأقل لكم أنا ما يُخيّل إليّ..
من أن رائحة الجنة (العباس بن علي) عليه السلام أتى لكم بإحدى وعشرين وردةً بيضاء وقال لكم شمّوها ثم اركعوا، عبقها أخذ بمجامع قلوبكم ثم هويتم للركوع وإذا بصوت إمام الصلاة يتغير، صار صوتًا ربّانيًا لم تسمعوا شبيهًا له من قبل. حتى إذا فرغتم من الصلاة والتفتّم إلى جانبيكم فرأيتم الناس قد تغيّرت ومعكم اثنان وسبعون رجلًا مرتدين الدروع ومتقلّدين السيوف ووجوههم مستبشرةٌ بكم. نهضوا واصطفوا عن اليمين وعن الشمال مفسحين الطريق لإمام الصلاة..
جاءكم نوره يتقدمه وأقبلت عليكم آيات القرآن، أتى فاتحًا باعه يحتضنكم واحدًا واحدًا، تعرّفتم عليه من رائحة التفاح التي تفوح من عنقه الطاهر ثم هويتم إلى أقدامه بعدما هوت دموعكم تعفّرون الخدود وتقولون "حبيبي حُسين"..

فطوبى لكم ولأهليكم هذا المقام الرفيع..

هناك تعليقان (2):

  1. شهدائنا كانو معنا ومسحو الدموع عنا ثم ابتسمو لنا ولوحو بقلوبهم الطاهره ورحلو الى رب كريم

    ردحذف
  2. شهداؤنا عظماؤنا وثباتنا

    ردحذف