الأحد، 5 مايو 2013

أنا اسمي [أخلاق]


بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجِّل فرجهم والعن اعدائهم

في معترك الحياة اليومية لابد للواحد منا أن يصادف الكثير من أنواع البشر وأنماط الشخصيات المختلفة ،فنحن نلتقي في اليوم الواحد عشرات الناس المتغايرين .فهذا المتكبر وذاك القاسي وهناك المتواضع .
أما الاشخاص الجيدين فلا نجد صعوبةً ولا تكلّفاً في التعامل معهم فهم أناسٌ مريحون بطبعهم ،حتى وكأنك تودُّ لو تسميهم بأخلاقهم فهذا (صادق) وهذا (ودود) ..
سأفردُ حديثي عن الشخص الذي سمّى نفسه (متكبر ) و (أناني) ،
فأكثر ما نعانيه اليوم انتشار الشخصية المتضخمة بالأنا والمملوءة بأنني لا أقول إلا صواباً وأنت دائماً الجاهل والخاطئ ..

كيف أعرف هذا الصنف من الناس في أول لقاء ؟
علينا لكي نتجنب الاندماج مع هؤلاء في علاقاتٍ اجتماعية أن نعرف مميزاتهم وغالباً نستطيع تمييزهم من لقاءنا الأول لكننا لاننتبه لذلك ،هم عادةً يكونون : مرفوعي الرأس مبالغةً – أغلب حديثهم يدور حول "أنا" و "أنا" _ صوتهم يرتفع على جميع المتحدثين (وهذا أكثر ما يثير الأعصاب ويبعث الجنون للحظات ) _أيضاً هم لايبدون اهتماماً للآراء المخالفة لهم وتظهر قلة الاهتمام في أعينهم .

إذاً ماهي الطريقة المُثلى لمعاملتهم ؟
بعض طرق التعامل ربما تجدي معهم ،جرّبتُ بعضها :
1-    لا بد وأن تبدو أمام مثل هؤلاء واثقاً من نفسك ومما ستتحدثُ به حتى يظهر عليك أنك غير مبالٍ بكلماته الجارحة أو أفعاله السيئة فينهزم أمامك .
2-    أيضاً يجب عليك أن تتهيأ قبل أن تبدأ معه حواراً لأنه مستعدٌ أن يرميك بسكينٍ من كلامه في أي لحظة .
3-    اكظم غيظك ، اكظم غيظك ، اكظم غيظك ، فأصحاب هذه الشخصية يمتلكون أساليب استفزازية توقعك في شباك الغضب اللعين .

أنا من هؤلاء .فكيف أُغيّر من نفسي ؟
1-    أنت إنسانٌ ومسلم ، إذاً هل تليق بك هذه الأفعال ؟ وهل أعمالك مثالٌ لـِ "كونوا زيناً لنا " ؟ فهل يا ترى من اخلاق أئمتنا تحقير الآخرين !
2-    "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" ، تأملها وتأمل عدد الناس الذين يحبون مناقشتك ..
3-    ضع نصب عينيك هذان السؤالان (أنا ماذا فعلتُ للعالم من إفادة حتى أتكبر عليهم ؟ ،هل اتكبّر لأن مستواي الاجتماعي أو العلمي أكبر منهم ؟ إذاً ماذنب الآخرين إن لم يصلوا مستواي !)
4- يجب عليك أن تعلم أن آرائك معرّضةٌ للخطأ ، وليست معضلة إذا عارضك الآخرون عليها .

جميعنا نستطيع التغيير من السيء الذي بداخلنا ،شريطة أن نعترف بأخطاءنا وأننا لم نصل للكمال . نستطيع أن نتغير ونُغيّر اسمائنا إلى (أخلاق) !.ولنا في أهل بيت النبوة كل القدوة ..

فيا أيها المبتلى بداء التكبّر (متى ستستفيق ؟ ) 


هناك تعليقان (2):

  1. دائما مبدعه
    كلام جميل جدا
    يحكي واقع مجتمع
    دمتي صديقتي فخرا لوالديك
    طاهره

    ردحذف
  2. سلام عليكم..
    الاخلاق ..دائماً ما نقيم بها الاخرين و نحكم على تصرفاتهم حسب فهمنا وحسب العرف الذي تسالم على نوع من الاخلاق ، والتي هي عادة ولا تقرب للاخلاق في شيئ ..!
    فالاخلاق تعني المثالية وإقامة العدالة الذاتية في إعطاء كل سلوك حقه من التقييم الصحيح إتجاة الذات والغير . وبلغ تعبير هذه الحقيقة ما عبر عنه امير المؤمنين علي( الناس صنفان إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق )
    لا ننسى بأن الاخلاق سلم إما ان يرقى بها الانسان او ينزل عن حيث ما كان..
    حتى يأذن الله بقراءة اخرى حافظة ناصحة كونوا بخير حفظ

    ردحذف