الاثنين، 1 أكتوبر 2012

هل تملك عقلاً كبيرا؟!


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجِّل فرجهم والعن اعدائهم


"إذا أردت أن تعرف حجم عقلك فانظر إلى الأشياء التي تغضبك!! "
حكمةٌ مأثورة قرأتها صدفةً ذات يوم واعجبتني لما فيها من العبرة الكثيرة فنحن مهتمون _كما أظن_ بتقدير حجم عقلنا وهل أننا
عقلاء كما ندّعي أم لا !
جعلتُ أفكّر وابحث في جملة الأشياء التي تُغضبني فلقيتُ بعضها يُحمد الغضب عليها وبعضها لا يُعتبر من حلم العُقلاء
فأن أرى الظلم مستشرٍ حولي فحينها سيكون غضبي لله حقاً ومحموداً ولن يلومني عليه عاقل ،أو مثلاً أحضرُ عرساً ملؤه الفُحش والفسق المنافي لمن يسمين أنفسهن زينبيات فحقاً يحق لي الغضب ولكي أُظهر تربيتي الفاطمية يجب عليَّ أن استنكر أو أقلها أغضبُ بيني وبيني أو أخرج قبل أن ينالني غضبُ الله ..حينها أتفكر في هذا الرجل الذي رضي بأن تكون هذه زوجته إما أنه نسي الحديث الشريف الذي يقول "..فاظفر بذات الدين تربت يداك" أو أنه ضرب به عرض الحائط أو أن يكون هو نفسه من الذين باعوا دينهم وباعوا تشيعهم صدقاً.. فأيُ حُسيني يفعل ذلك ويسمح لأهله به ؟!
الغضب لله وفي الله لهُ أوجهٌ عدة منها ماهو في حياتنا اليومية في أمور حياتيةٍ بسيطة وأُخرى أمورٌ عامة تخص جميع البشرية ويجب على الجميع الغضب بشأنها وللأسف أن غضبنا الذي يفترض ان يكون لله أصبح كاللعبة في أيدي البعض فكلٌ يُصدر لنفسه فتوى ليترجم غضبه ويُظهر كيفية استنكاره حسب ما يرى هو لا الدين !

أما الأشياء التي لايُحمد الغضب عليها وجدتُ انني احياناً أغضب من الأطفال الصغار وبعض تصرفاتهم الجاهلة ، وفي نظري أنا أنه لا يحق لي أن أغضب من مخلوقٍ طاهر لم يعرف بعدُ الصواب من الخطأ بل أجد أن الأطفال أحياناً يمتصون غضبنا وهمومنا اليومية بشكلٍ سحري وهبهم الله إياه .. أن أغضب عند تأخّر أحدهم عن موعدٍ ما فأيضاً يجب عليَّ حينها أن أضع له سبعين عذراً لتأخيره وأن اشغل نفسي ريثما انتظر بالقراءة مثلاً أو بتجميع أفكاري لموضوعٍ ما ..

ومن هنا يجب علينا أن نسأل انفسنا دائماً هل حقاً لنا عقلٌ كبير؟ هل نتمتع بالحلم والصبر؟ فليس كل شيء يستحق الغضب وحتى الأشياء التي تستحق الغضب يوجد لحلها طرقٌ هادئة وبسيطة يكفي أن نذكر الله ونصلي على النبي وآله فهذا أسرع مُسكِّن عند ثورة الغضب .. و ليس بعيبٍ أن تكسر صحناً عندما تغضب بدل أن تكسُر إحساس إنسانٍ ما، فهذا قيمته أغلى من صحنٍ مكسور ..

أسبابُ غضبنا كثيرة ولا يمكن حصرها في مقالٍ صغير ..لكن كم أتمنى لو نكظمُ غيظنا عندما يُغضبنا شيءٌ ما لنرضي الله عنّا فالمؤمن حقاً ليس بكثير الغضب إلا إن كان غضبه لله ..وليتنا نقتدي بأئمة الهدى في كظم غيظهم سلام الله عليهم لنصبح أرقى في ردود أفعالنا وأكثر ثقافةً في هذا الجانب فمثل هذا لا يُدّرسُ في الجامعات !!

هناك 6 تعليقات:

  1. احسنتِ
    مقال جميل
    سلمت يداكِ

    خالكِ

    ردحذف
    الردود
    1. أحسن اللهُ إليك
      نوَّرت المدونة خالي العزيز
      دمت بخير :))

      حذف
  2. اسعدت بالخير...
    مقالة رائعة.. ظلم للعقل ان نصف انفسنا بالعقلاء ونحن لا نملك مقومات العقل في ابسط الامور ,لكن من العقل ان ننمي الفضيلة فينا ونقضي كل سيئة موجودة واكبر صمام للعقل هو التمسك بالدين يقول الامام الحسن : اكيس الكيس التقى...ابقاك الله في خير

    ردحذف
  3. وفقك الله ربي لما يحبه ويرضاه وادام عليك نعمة الفطنة

    ردحذف
  4. "إذا أردت أن تعرف حجم عقلك فانظر إلى الأشياء التي تغضبك!

    ردحذف
  5. نادر جدا ان ترى انسان ذو عقل كبير
    او ترى انسان ذو صبرا عظيم .. هم موجودون لكن نادرون جدا
    كتابة جميلة وطرح اجمل بالتوفيق فاطمة ..

    ردحذف