الأحد، 16 سبتمبر 2012

سعادةٌ مشوّهة


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم

انتهى من تناول وجبة إفطاره ونهض قاصدًا مكتبته المنزلية وطلب من زوجته أن تحضر كوب قهوته إليه في مكانه ليس لأنه نسيه إنها عادته كل يوم ،بل لأنه يحب أن يرى نفسه سلطانًا يأمر من حوله ،يُحب أن يكون ملكًا حتى
على زوجته..متناسيًا حبها له وتناست هي جزءًا من كرامتها ، زجرها لأنها لم تضع السكر كما يشاء مزاجه اليوم ظاناً أنها تقرأ دماغه السُلطاني ..مدت بشيءٍ من نظرها إلى الكتاب الذي يقلبه بين يديه حتى منعها كلامه لها بأنكِ لن تفهمي مثل هذه الكتب فلستِ من طبقة المثقفين أمثالي _كما يظن هو نفسه_ 

..هي تعلم أنه لايُطبق مايقرأ بل ربما يقرأ وينفذ عكسه تمامًا ..فالكتب التي _هو_ يقرأها عن (كيف تُحبب زوجتك فيك) إما أن يكون كاتبها مختلاً عقله وإما أن يكون زوجها عقله يفهم بالمقلوب!!

تعلم جيدًا أن كلامه وتصرفاته تؤذيها لكنها تظن كما لقّنَها أنها لاتعرف في الثقافة شيئًا وأنها شبهُ جاهلة ومن الأفضل لها أن تسهر _فقط_ على راحته وتلبية احتياجاته ليزيد من مستوى "ثقافته" ..اعتادت حياتها تلك إلى درجة أنها استغنت عن العالم الخارجي وأبقت نفسها في صومعة العبادة لذلك المتجبر المتسلطن عليها، تُقنع نفسها بأنهُ يحبُها ويخافُ على قلبها من أن يبثها همومه متغافلةً نزع ثقته منها ليس لشيءٍ سوى أنها أحبته ورضيت بالعيش معه لتتخلص من احتياجاتها التي لن تتوفر في بيت والدها.. فلا هي أحبته كما ينبغي ولاهو أحبها كما ينبغي..و نظن نحن أن كثيرًا من حولنا يعيشون حياةً سعيدة ملؤها الحُب ..

هناك 4 تعليقات:

  1. وَ كأنهـآ من يوميـآت حيـآتي =( !
    وآقع مؤلم 3/>

    ردحذف
    الردود
    1. لا أستطيع القول إلا أعانكِ الله على ماتعيشين
      وأتمنى أن تثيري حس النهضة في نفسكِ وأن تعزمي على قول "كفى" ..حقًا طاعة الزوج واجبة لكن في وجهة نظري ليس إن كان متجبرًا..الطاعة واجبةٌ وجميلةٌ جدًا عندما تكون ناتجةً عن تناغمٍ في المعيشة..
      موفقة

      حذف
  2. اسعدت بالخير...
    الاحترام والتقدير يعرف بهما قدر الانسان اينما كان فلا الثراء الفاحش والقصور الفاخرة تغني الانسان عن كرامته إن هو فقدها فقدالسعادة. فاحترام الانسان كما هو انسان سعادة تهون في وجهها الصعاب لان السعادة بدات من حفظ كرامة الانسان...

    ردحذف
    الردود
    1. نعم أخي الكريم ..حفظ الكرامة هي السعادة الحقة بعد ولاية أهل البيت وكفى بحبهم كرامةً وعز

      حذف