الجمعة، 8 نوفمبر 2013

أنطق اللهُ الحمامة..




التفت خلفه ولم يرَ إلا غبار أقدامهم الغادرة، فأنهضه قلبه النازف إلى خارج المسجد وهو يخاطب الحسين إننا غُدِرنا واتجهت السيوف إلى نحورنا.

ساقتهُ أقدامه إلى باب طوعة ،لا أدري أي قلبٍ تحمل طوعة لكي يمن الله عليها ببركات ثقة الحسين مسلم فهو الطاهر وهي الزهرة العطرة الوحيدة بين نساء الكوفة اللاتي يفوح منهن النتن
جلس على أعتاب دارها مجروح القلب محتاراً ،فجاءت حمامةٌ بيضاء وبخجلٍ استقرّت على كتف السفير تبكي معه.

مسَح على ناصيتها متفكّراً من ذا الذي يُخبر مولاي الحسين بغدر الكوفة وألا تقدم يا أبا عبدالله، قالت الحمامة: أنا طوع أمرك سيدي. فطارت قاصدةً موكب الشهيد وتقطع المسافات حتى وصلت للحسين ع وحطّت عند أقدامه فأخذها برحمته الواسعة بين كفّيه ،توسّلته بدمعات مسلم أن ارجع يا سيدي.
أجابها: هيهاتُ ياحمامة، ارجعي موطنكِ قد قُتِل مسلم!

اندفع الدم من مقلتيها باكيةً ترثي مسلماً حتى صار بياضها أحمراً..بعدها ماتت الحمامة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق