الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

على لسان خيرة النسوان (5)

    

يسور المرمر الماله مصاعيد
يصل الرمل يمنفر العرابيد
يطير السعد يمعذْب الصياييد
حاطت بيه وفوق الرمح وكّر
***

صهل جواد أبي عند الخيام فهرعت إليه عمتي زينب وأنا خلفها أعدو، فإذا هو محني الظهر دامع العين وسرجهُ ملوي، ويكسو ناصيته دمٌ قانٍ، دم جدّي رسول الله.. خاطبته عمتي تسأله عن والدي وهو لا يجيب إلا بجريان الدموع. خرجنا جميعًا لاطمات الخدود قاصداتٍ المولى التريب فإذا بعدو الله وأقذر خلقه مرتقٍ أعظم مرتقى.. تمنّيت عمي العباس معنا يرى الشمر يضرب عمتي برمحه ويُنحّيها عن جسد الحسين وهي تريد أن تشمّ جراحات والدي وتحسب عددها..

رجعنا للخيمة ولذنا برداء أخي زين العابدين وقلوبنا بين رحى المصاب مطحونة وننتظر كسف الشمس وإعوال الملائكة. ومامن صوتٍ سوى صوت "ملاذي حُسين"..

أتى الزلزال ونكّس أخي رأسه واقتحمت النيران خيماتنا وما درينا ماذا نفعل! حتى جاء صوت خليفة الله "عليكن بالفرار"..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق