بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
أعزائي بدايةً أبارك لكم شهر شعبان ومباركٌ عليكم ولادة أبطال كربلاء وكل عامٍ وانتم بألف خير
* أشكر كل من قرأ الجزء الأول وأبدى ملاحظاته وكل من طلب مني أن أطيل الجزء الثاني
وبالفعل لقد أطلته ~
(2)
سارعت
زينب إلى هاتفها النقّال لتهاتف علي ،عليٌ شابُ الخامسةِ والعشرين والأخ المقرب
إلى قلب زينب ،كثيراً ماتسميه صديقي ،حبيبي.. يعرف أكثر أسرارها ، ربما لأن لا أخت
لها فيكون هو ملجأُ روحها
_ماذا
حدث لوالدي؟؟ أجبني بسرعة .
_تصبّري
أخيتي،وأهدأي قليلاً ، أنتِ تعلمين أن المؤمن دومًا مبتلى
قاطعته
قائلة:
_ماذا
ياعلي؟..أنت تعلم أنني صابرة .. تكلم وأخبرني .. لا تؤلم قلبي أكثر
_زينب،لقد
نُقل أباكِ إلى المشفى وقد أخبروني أنه في حالةٍ سيئة .زينب لقد آذى الحادث ظهر
والدنا وفقد قدرته على الحركة
هنا صمتت
زينب وكأن صاعقةً حلت بها ،ثم استرجعت وقالت :حمدًا لله على كل حال ~
_أعلم
أنكِ صابرةٌ محتسبة لكن أريدكِ أن تبقي بجانب والدتي وصبّريها .
_ نعم
ياعلي سيكون ذلك بإذن الله، انتبه لنفسك وابلغني بما يستجد مع والدي ،مع السلامة
_في حفظ
الله.
كانت
زينب تقف في الصالة وتشعرُ أن الدموع
كبركان بداخلها ولكنها تأبى الخروج.وقفت محتارةً كيف تخبر أمها ،
كبركان بداخلها ولكنها تأبى الخروج.وقفت محتارةً كيف تخبر أمها ،
لحظاتٌ
وإذا بوالدتها تنادي والعبرات تخنق صوتها :آهٍ يازينب إنها رسالةٌ تقول أن أباكِ
أصبح لايستطيعُ حِراكًا ويطلبون له الدعاء حينها خرّت في أحضان والدتها هاويةً
إليها :نعم أماه هذا ماقاله علي
_أماه لاتفزعي
فسيُشفى بإذن الله ونحن لا نخاف إن وقع البلاء علينا ونحن شيعةٌ لأمير المؤمنين ،
وغير أن الطب اليوم قادرٌ بإذن الله على أن يستعيد لوالدي صحته.
_الحمدلله
..الحمدلله على ذلك ،وارتسمت على محياها ابتسامة الرضا بما قسمه الله الجليل،وضمّت
ابنتها إلى أعماقها.
لو لم
تكن تربية زينب حسينية خالصة لما كان صبرها هكذا ، فأيُ فتاةٍ تصبر أو يتحمل قلبها
مرض أبيها ! ،عمود المنزل وقوائمه وهي أيضًا مدللته بالنظر إلى أنها وحيدةُ بناته.
قامت من
حضن والدتها على صوت هاتفها ناظرةً إلى الشاشة (أخي حسين يتصل) ، حسين الذي يكبرها
بثلاثةِ أعوام ،حسين الذي لايتواجد معهم إلا وقت نومه ولا يُرى لاعلى وجبةٍ ولا في
اجتماعٍ لهم.
_أهلاً
أخي..
_هل
أخبركِ عليٌ بشيء؟
_بلى لقد
أخبرني قبل قليل، أين أنت؟ لمَ لا تأتي وتجلس معنا ؟
_زينب ،
كُفّي عن هذا الحديث ،لم يتبفى من الوقت شيء على صلاة المغرب، إلى اللقاء !
أغلقت
الهاتف وذهبت تتاهب للصلاة ، لحظاتٌ وإذا بصوت المؤذن :"إن الله وملائكته
يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" ، اقتربت من
النافذة كعادتها تحب الاستماع إلى الأذان وتدعو (اللهم ارزقني زيارة من أقام
الصلاة،اللهم ارزقني زيارة الحُسين) ،وفي هذا اليوم لم تنسَ والدها (إلهي بخير
العمل اشفِ والدي من علته).انحدر بعضُ الندى على وردِ خدها فكانت ممزوجةً بشوقٍ
وألم.
كانت
الليلة التاسعة عشرة من شهر صفر ،وبقت تلك الليلة ساهرةً تتهيأُ روحيًا لدخول
كربلاء مع ركب السبايا ،قُبيل الفجر بلحظات تلقت اتصالًا من علي سألته عن أبيها
فقال أن حالته مستقرةٌ كما قال الأطباء ،لكن اتصاله كان يبغي به أن يتدثر بحنانها
وأن ينكفئ وحده بهمومها ~
_أُخية
قلبي أعياهُ التعب
_وهل
يتعبُ قلبٌ بجوار نبي الرحمة؟!
_ولكن
مرضُ والدكِ أعيانِي
_ولكنه
في حفظ الرسول ،وغدًا الأربعين ياعلي
_آهٍ
يازينب ،أتلِ عليَّ بعضًا من تراتيل صبركِ ،زيديني إيمانًا
_علي
،أظنك نسيت أننا تعاهدنا أنه إن ضاقت بنا الدنيا نقصد الحُسين ونُسطِّر له شكوانا
برسائل الشوق !
_يآه
،كيف لي أن نسيت! ،سأكتبها مع الفجر ،والآن أخبريني كيف حال أمي ؟؟
_قلبها
يعتصر ألمًا ،أدعُ لها يا أخي
_ابلغيها
قُبلاتي وسلامي الدافئين..
_إن شاء
الله ، بحفظ الله يا أخي
قامت صلت
الفجر ،تُصلي وملؤها الإيمان .تراها وكأنها ليست فقط ابنت العشرين يكاد قلبك ينحني
لخشوعها .. سجدت للشكر وعفّرت خديها بذاك التراب الطاهر ،وكما هي تربة الحسين تفوح
طيبًا كلما اقترب الأربعين أو عاشوراء..أخذت تشم ريح الجنة حتى دمعت عيناها ،تمنت
لو أنها الآن بين الملايين الذين يُقبِّلون أعتاب الشهيد في كربلاء.
التفتت
ناحية كربلاء ونادت "صلى الله عليك يا أبا عبدالله،صلى الله عليكَ يا أبا
الفضل العباس" ،كان في قلبها ذلك اليوم روحانية جعلت جسدها يرتعشُ رهبةً
وكأنها وصلت كربلاء ،لم ترغب أن تتوسد سريرها ذلك اليوم فبقيت نائمة في مصلاها ..
***
كانت
العاشرة صباحاً وأصواتُ الممرضات لعلوها أيقظته ،كان يدير عيناه يبحث عن علي فلم
يجده ،لم تكن إلا دقائق معدودة وإذا بصوته السلام عليكَ أبا علي كيف حالكَ اليوم
ياوالدي ..أراك أصبحتَ بخير،حمداً لله ربي
_هل تريد
سماع صوت زوجتك العزيزة ياوالدي ؟..أظنك اشتقت لأمي
فلمح
بريق الشوق في عينيه وقال له : نعم بُني اتصل بها وناولني الهاتف.
رفع علي
الهاتف محادثًا أمه:
_السلام
عليكِ يا أماه
_وعليك
السلام ياثمرة القلب..كيف حالك ووالدك؟
_إننا
بخير يا غالية
ثم ناول
الهاتف والده
_ أبا
علي كيف حالك..لقد اشتقنا إليك
_ إنني
بخيرٍ عزيزتي ،والشوقُ ألح عليَّ إليكم أيضاً ..أسألكِ الدعاء
حينها
استيقظت زينب على صوت والدتها وقامت مسرعة تقول :أماه أعطِني السماعة!
_كيف
أصبحت يا أبة ؟
_أنا
بخيرٍ يا بُنية .. زيديني من طُهر دعائكِ
_ أنا لا
أنساكَ من الدعاء
أغلقت
الهاتف وفي عينيها دمعةٌ آلمتها على أبيها ،استلقت على الأريكة وأخذت تنظر إلى
التلفاز ،تنظر الجموع المتوجهة إلى المولى الحسين وتدعو الله أن يحفظهم ..
أشاحت
بنظرها إلى غرفة محمد المقابلة لمكان جلوسها وإذا بأخيها ملقىً أرضًا ، وثبت بسرعة
حتى وصلت عنده خائفة..
كل الأحداث تجسدت أمامي
ردحذفمشاهد رائعه حقاً
معجبه أنا بكتاباتكِ
بأسلوبكِ المتقن
ولكن
معجبه آكثر بـِ زينب
اتمنى أن أكون كـَ
صبوره
خاشعه
عاشقه للحسين عليه السلام ..
كل عآم وانتِ بخير عزيزتي
أخيتيكِ : غدير
زينب" أحيانًا أظن أنها ليست من البشر بل هي من الحور
حذفشخصيةً أنا كتبتها وأحببتها جداً
اتمنى من الله أن نصبح مثلها
وانتِ بألف خير ياغالية
يسعدني تواجدكِ الدائم
مبدعة ومبدعة ٌ جداً كما عهدتكِ ياأُخيه
ردحذفيلا يلا اكتبي الجزء الجاي بسسرعة
واكتبيه من اعمااقش هاه ;-)
في قمة الروووعه..
حذفواصلي أُخيتي..
حفظك المولى..
Rehaab
بإذن الله سوف اكتبه أنتِ فقط لاتنسيني من الدعاء فأنا بحاجةٍ إليه
حذفوسأكتب من أعماقي ياصفاء *ـ^
رحاب،
شكراً لكِ يارائعة
كوني دوماً بالقر
كل عام وأنتم بخير
ردحذفوكل جزء من القصة وأنت الأروع
زي العادة عندي ملاحظة صغيرونة "وأن ينكفئ وحده بهمومها"
صراحة الكلمات صعبة عليي شوي
خالك
جميــــــــــــل
ردحذفننتظر الاسبوع القادم بشــــــوق
مبدعة دائمآ (y)
إبداعي ليس بأكثر منكِ ياشاعرتنا الجميلة
حذفترقبي الجديد
صبرها جميل ��
ردحذفواسلوبك رائع جدا وراقي
سلمت يداك فاطمة
اختك : مستبصرة نجدية
صبرا جميل و الله المستعان
في انتظار ابداعك
ندى إبراهيم،
حذفأشكرك جدًا عزيزتي على ذوقكِ
أتمنى أن تكوني هنا دائمًا